هي: أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية رضي الله عنها.
من المبايعات، وهي ابنة عمة معاذ بن جبل، تُكنَى بأم سلمة وقيل غير ذلك.
كانت من ذوات العقل والدين، وكانت تلقب بخطيبة النساء، رُوي عنها أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني رَسُول مَنْ ورائي من جماعة نساء المسلمين، كلهن يقلن بقولي، وعلى مثل رأيي، إن اللَّه تعالى بعثك إِلَى الرجال والنساء، فآمنا بك واتبعناك، ونحن معشر النساء مقصورات مخدرات، قواعد بيوت ومواضع شهوات الرجال، وحاملات أولادهم، وإن الرجال فُضِّلوا بالجمعات وشهود الجنائز والجهاد، وإذا خرجوا للجهاد حفظنا لهم أموالهم وربينا أولادهم، أفنشاركهم فِي الأجر يَا رَسول الله؟ فالتفت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بوجهه إِلَى أصحابه، فَقَالَ: «هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالًا عَنْ دينها من هذه؟». فَقَالُوا: بلى والله يَا رَسُولَ الله، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «إنصرفي يَا أسماء، وأعلمي من ورائك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها لمرضاته، وإتباعها لموافقته يعدل كل مَا ذكرت للرجال»، فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر إستبشارًا بما قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم -ابن عساكر جـ7/440 والدر المنثور للسيوطي جـ2/153.
شهدت اليرموك، وقَتَلت يومئذ تسعة من الروم بعمود فسطاطها، وعاشت بعد ذلك دهراً إلى دولة يزيد ابن معاوية رضي الله عنها وأرضاها، وكانت ممن زف عائشة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع نسوة من الأنصار.
يستفاد من هذا الحديث ما يأتي:
۱= حق لكل مسلمة أن تفرح وتهلل وتكبر كما فرحت أسماء رضي الله عنها لهذا الفضل الذي نالته النساء بسبب حسن تبعل المرأة لزوجها، وطاعتها له، وإتباعها لموافقته الذي يعدل ما فُضِّل به الرجال وخُصوا به من الجهاد والغزو وشهود الجمع والجماعات والجنائز ونحو ذلك.
۲= الحذر كل الحذر أن تتطلع المرأة إلى ما خُصَّ به الرجل عملاً بقوله عز وجل: {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [النساء:32].
۳= على النساء أن يحذرن طاعة دعاة الرذيلة -تحرير المرأة من الأوامر الشرعية والآداب المرعية- المفضية لغضب الجبار المقربة إلى النار.
٤= الحرص على دراسة تراجم الصحابيات والنساء الأخيار من هذه الأمة فدراسة تراجم الأخيار رجالاً ونساءً لها أثر كبير في الحض والحث على التشبه والااقتداء والتأسي بهم وفي ذلك فلاح ونجاح.
٥= على المرأة المسلمة أن تستصحب الأدوار التي قامت بها المؤمنات الصالحات اللاتي كن عوناً لأبنائهن وأزواجهن حيث كن موجهات لهم ومربيات.
والحمد لله وكفى وصلى الله وسلم على الرسول المصطفى، وعلى آله وصحبه الأوفياء وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم اللقاء.
المصدر: موقع الدين النصيحة.